الثلاثاء، 8 ديسمبر 2009

فلَمَّا رَأَيتُه ارتَمَيتُ عِندَ قَدَمَيه كالمَيْت، فوَضَعَ يَدَه اليُمْنى علَيَّ وقال: "لا تَخَفْ، أَنا الأَوَّلُ والآخِر" (رؤ1: 17)


الفرح كبير ... والتأثر أكبر...

انشالله بالقداسة يا ابونا الجديد مياس
في هذا اليوم المبارك الذي فيه تلقيت رسامتك الكهنوتية فهنيأ لك وللعائلة وللجميع، اطلب من الله ان يوفقك من علاه في هذه الخدمة المقدسة فسر في خطى ثابته و انظر الى السيد المسيح مثلنا الاعلى في الكهنوت .

بسم الآب والأبن والروح القدس... الإله الواحد آمين...
أبينا صاحب الغبطة البطريرك غريغوريوس الثالث الكلي الطوبى
سيادةُ المطران جوزيف العبسيّ الجزيل الاحترام
سيادةُ السفير البابوي ماريو زيناري الجزيل الاحترام
سيادة المطران .................... الجزل الاحترام
إخوتي الكهنة، الشمامسةُ الأحباء، الأخواتُ الراهباتُ المحترمات، إخوتي أخواتي المؤمنين:
الشكرُ لله أولاً على النعمِ التي أنّعمَ بها عليَّ منذُ ولادتي إلى هذا اليومِ الذي أفاضَ بهِ عليَّ بالنعمةِ الإلهيّةِ التي في كلِّ حينٍ تَشفي المرضى وتُكمِّلُ الناقصين، وانتدبني للدرجةِ الكهنوتيّةِ. بوضعِ يدِ صاحبَ الغبطة البطريرك غريغوريوس الثالث.
فإني أشكُرُكم ياصاحبَ الغبطة من كلِّ قلبي لمحبتِكُم ومساندتِكُم وتشجيعِكُم لي، كأبٍ محبٍِ، إّذ أرى فيكُم قدوةً لي في صلاتِكُم ومثابرتِكُم ونشاطِكُم الدائم، أدامَكُم اللهُ ذُخراً لنا وللكنيسةِ و وفقَكم بأعمالكِم الصالحة.
أشكرُكُم يا سيادةَ المطران جوزيف العبسيّ لرعايتِكم ومحبتِكم وصلاتِكم من أجلي.
وأشكرُ كلَ شخصٍ علَّمني أو قَدَّمَ لي خبرةً في حياتي، وأخصُ بالشكرِ إكليريكيةِ القديسةِ حنّةَ الكبرى – الربوة، مع الآباءِ الأجلاءِ وراهباتِ الخدمةِ الصالحةِ الذين خَدَموا فيها، ومعهدِ القديسِ بولس - حريصا، وجميعَ الكهنة الذين رافقوني في حياتي الروحية وأعطوني من خبرتِهم ومحبتِهم، وأخصُ بالذكرِ الأب أنطون مساميري اليسوعي.
من البيتِ الأبويّ نشأت دعوَتي متأثرةً أولاً بأخي الأب شحادة وأسرتي، وثانياً برعيتي وبلدتي، فكانوا لي الدافعَ مع النعمةِ الإلهيةِ للمُضي في دعوتي الكهنوتيّة... فأشكرُكُم جميعاً أبناءَ بلدتي جديدة، وأشكرُ رعيتي رعيةَ القديس جاورجيوس وكاهنَها الأب عماد شلش المحترم. وأشكر عائلتي آلَ عبّود فرداً فرداً الذينَ وقفوا معي وعبَّروا عن محبتِهم لي. أشكرُ أعمامي وعمتي، أخوالي وخالاتي مع عائلاتِهم الذينَ ساعدوني من قريبٍ أو من بعيدٍ بهذهِ المسيرة. أشكرُ أيضاً جميعَ الأقاربِ والأصدقاء الذين أتوا من بعيدٍ متحملين عناءَ السفرِ، وجميعَ المؤمنين من كلِّ الرعايا والأخويات، والنشاطات، والفعاليات الحاضرين معنا اليوم يشاركوني فرحتي ... وعذراً إن نَسيتُ أحداً...
لا أنسى أبداً مَن أحبوني كثيراً وكانوا دائماً بجانبي، جَدّي سُليمان وجَدّي شحادة رحِمَه الله، وأسرتي فهم في قلبي وعقلي وفكري وصلاتي دائماً, أشكرُ الله الذي أنعمَ عليَّ بِكُم فأعطاني أباً وأماً حَنونَين مُحِبيَن مؤمنيَن أشكرُكم من كلِ قلبي. أشكرُ أخي شادي وزوجتَه كيندا وولديهما كلاريتا وعبّود لما يمنحوني من حبٍ وتشجيعٍ ودعمٍ دائم. وأشكرُ أيضاً من كل قلبي رفيقَ دربي وشريكي في الخدمةِ الكهنوتيةِ أخي الأب شحادة، وأتمنى أن نبقى متحدين لنسيرَ معاً على خطى المعلم الإلهي تحتَ كنفِ أمِنا والدةِ الإلهِ مريم.
في عام 2002 تخرجت من معهد الميكانيك والكهرباء في دمشق، ثم قضيتُ سنةَ خبرةٍ في ديرِ القديسِ توما - صيدنايا، وبعدها انتقلتُ إلى إكليريكيّةِ القديسةِ حنّةَ الكبرى، فحصلتُ على شهادةِ الماستر في الفلسفة والليسانس في اللاهوت، وعدتُ إلى دمشقَ لأَخدُمَ وأُساعدَ في إكليريكيّةِ سيّدةِ العناية للدعواتِ الكهنوتيّة إلى أَن عينَني صاحبَ الغبطة رئيساً عليها... أرجو من الله أن يساعدَني لكي أُتمِّمَ خِدمتي فيها فتُثمِرَ دعواتٍ مقدسةٍ لخدمةِ الكنيسة.
لقد وضعتُ نصب عينيَّ خمسةَ أمورٍ مُهمة في خِدمَتي ورِسَالتي، انطلقتُ فيها مِنَ الآيةِ التي وضعتُها شعاراً لي من سِفرِ الرؤيا "فلَمَّا رَأَيتُه ارتَمَيتُ عِندَ قَدَمَيه كالمَيْت، فوَضَعَ يَدَه اليُمْنى علَيَّ وقال: لا تَخَفْ، أَنا الأَوَّلُ والآخِر".
الأمرُ الأول: هو أن يكونَ يسوعُ المسيح وحدَه أمامي في كلِّ حينٍ، فلا أنظرُ إلا من خلالِهِ، مُرَكِزاً نظري وحياتي الكهنوتية إليه وحدَهُ دونَ سِواه. وهذهِ الرؤيةُ الدائمةُ ليسوعَ المسيح تضعُني أمامَ الأمرِ الثاني، أن أرتميَ دائماً أمامَ قدميهِ فأتذكرُ أني إنسانٌ خاطئٌ محتاجٌ إلى اللقاءِ بهِ والصلاةِ والسجودِ له... أما الأمرُ الثالث وهو الأهم ومركزُ الأمورِ الخمسة، وهو أن أموتَ أمامَ يسوع، فأهتفُ مع القديسِ بولس "إني مصلوبٌ مَعَ المسيح، فما أنا أحيا بعدُ، بل المسيحُ يحيا فيَّ". هذا ما فعله سمعانُ بطرس كما سَمِعنا في إنجيلِ اليوم، عندما رأى يسوع ارتمى عِندَ قدميهِ وقالَ له: "تباعد عنِّي يارب إني رجلٌ خاطئ"، وكانَ الرعبُ والخوفُ قد استولى عليه وعلى أصحابهِ لكثرةِ السمكِ الذي صادوه... وهذا هو خوفي أنا اليوم أيضاً أُعلِنُهُ أمامَكم جميعاً، أني أَقِفُ خائفاً مُطرباً أمامَ محبتِكُم كما خَافَ واطرَبَ سمعانُ أمامَ كَثرةِ السَّمك، ولكنَّ المسيحَ الحيَّ فيَّ يضعُ يَدَهُ عليَّ ليقويَني ويثبتَني، ويقول لي كما قالَ لبطرسَ: "لا تَخف... ستكونُ بعدَ اليومِ للناسِ صياداً"... هذا هو الأمرُ الرابع وهو أن يسوعَ يبدِّدُ خوفي واطرابي فيقويني ويثبتني... هذا الخوف لا يتبدَّدُ إلا عندَما يكونُ يسوعُ المسيح هو كلُّ شيءٍ في حياتي هو الأولُ والآخرُ هو البدايةُ والنهايةُ وبهذا أصلُ للأمرِ الخامس بِأنَّ يسوعَ هو بدايةُ طريقي وهو نهايتُه.
هذا هو شعاري أن أبقى دائماً في حضرةِ الله أراهُ أمامَ عينيَّ وأرتمي على قدميهِ وأموتُ ليحيا هوَ فيَّ فيُبدِّدَ خوفي، ويكونُ معي في رسالتي من البدايةِ إلى النهاية، بشفاعةِ أمِ الكهنة وأُمِنا جميعاً، ومثالهُم في الخدمةِ والدربِ، والدةُ الإلهِ الدائمةِ البتوليةِ مريم.

أكررُ شُكري لغبطةِ أبينا البطريرك غريغوريوس الثالثُ الكليُّ الطوبى، ولسيادةِ المطران جوزيف العبسيّ الجزيلُ الاحترام (وللسادةِ المطارنةِ) وللسفيرِ البابوي ماريو زيناري، ولكُم جميعاً إخوتي المؤمنين، وأشكرُ عرّابيَّ الأب انطون مساميري، وأخي الأب شحادة وأطلبُ مِنهُما أن تبقى أيديهم على كتفيَّ تسانداني وتقوياني وتقوماني، وأن يحملوني في صلاتِهم دائماً.
أخيراً أشكرُ كهنةَ هذهِ الرعية وجميعَ فعالياتِها، وجميعَ الأخوياتِ والفعاليات والنشاطات التي عَمِلتُ معها وهيَ اليومَ حاضرةٌ معنا تساعدُني وتشارِكُني في فرحَتي، أشكرُكم فرداً فرداً وأصلّي من أجلكِم ليوفقَكُم الله في حياتِكم وتكونوا رُسلاً تبشرونَ وتشهدونَ ليسوعَ المسيح بشفاعةِ والدةِ الإلهِ مريم سيدةُ النياح شفيعةُ هذهِ الكاتدرائية وجميعُ القديسين.
آمين
الأب ميّاس عبود
في 6/11/2009

ليست هناك تعليقات: